الاثنين، 7 أبريل 2014

لعبة الوهم الجميل

كنت اظن انها احدى عاداتي المتأصله في لسبب غامض لا زلت ابحث عنه 
ان اصنع من الاشياء التي لا قيمة لها اشياء اخرى ذات قيمة
ولكني ادركت انها حيلة انسانية نلجأ اليها حين لا نملك بالفعل تلك الاشياء الثمينة التي قد نشتهيها في الحياة
اعطني خيوط وساصنع لك بها رداء
اعطني كلمات وساصنع لك بها قصيده
اعطني بقايا انسان وساصنع منه بطل
ربما هكذا ايضاً نقع في هذا العبث القدري ونسميه حباً 
ربما لهذا تكون العلاقات اروع وابدع حين يكون كل ما نقوم به هو الخيال .. انه السحر الذي يتحول به اشخاص في منتهى البساطه واحيانا في منتهى الضحاله والضآلة الى ابطال قصص نصنعها لهم في خيالنا بتعويذة تلقيها عليهم قلوبنا محاولين ان نصبح اكثر سعادة وبهجة بوجودهم في حياتنا .. وربما لهذا السبب ايضاً حين يصبح لزاما علي هذا الخيال ان يترجم لواقع مادي ملموس نعيشة بشكل روتيني يوميا يتحول الي كابوس نعمل على التخلص منه في اول فرصة تسنح لنا .
ربما لهذا ايضاً تكون البدايات رائعة دوماً حيث متعة الاكتشاف لاشخاص لا نعرف عنهم الا قليلاً فيكون بامكاننا ان نحيك حولهم خرافتنا ونضع عليهم امالنا وطموحاتنا ونتعلق بهم ونحن في الحقيقة لا نتعلق الا بذواتنا ونغرق في رغباتنا وما نشتهيه في هذه الحياة من الاخرين .
كم من قصص الحب الجميلة التي سمعتها والتي كانت تستحق ان تخلد بدايتها من روعتها الي رواية عنوانها الحب ثم الحب ثم انتهت الي بؤس وشقاء والم ؟
كم من علاقات الحب التي صنعت أنت وعشت تدور في فلكها تشغل عقلك بها ليلاً نهار تمد جسوراً بها للمستقبل حتى اذا جاءت لحظة مواجهة الواقع اكتشفت انك تقيم علاقه مع شخص بالكاد تعرفه ؟
كم من الاصدقاء والاحباء عبروا حياتك وكنت تتخيل انك لا تستطيع العيش بدونهم .. وها هم رحلوا من الحياة غيبهم الموت او النسيان من ذاكرتك وها انت لا زلت تعيش حياتك وربما حتى قد نسيت اسمائهم او كل ما تملكه منهم وعنهم بقايا من الذكريات الضبابيه التي تتسائل عندما تترائ لك احقاً كانوا هنا يوماً ام انها مجرد اضغاث احلام ؟
الناس تبحث عن الوهم الجميل تفر اليه في جزر احلامها السرية تنقذ بها انفسها من التعاسة التي تفرضها علينا قسوة الحياة تارة وفجائعها تارة اخرى .. يسقطون في حبائل وشراك الوهم عن طيب خاطر وهم مدركون لذلك مهما ادعوا فيما بعد انهم خدعوا وانه تم التغرير بهم او تضليلهم  و ربما حتى احياناً صنعوها لانفسهم بانفسهم ويحملون الاخرين جريرة رغباتهم كنوع من التبرير .
ان تسير علي الارض وانت تشعر بجسدك يرتفع عنها حتي لتكاد روحك تلامس السماء افضل كثيراً من ان تشعر ان هناك من الاوتاد ما يكفي ليمنعك من الحراك .. ليمنعك عن التحرر او ادعاء التحرر وانك بالفعل تملك امرك .
نحن لا نملك بالفعل من امرنا شيئا الا لو ادركنا هذه اللعبة وكاشفنا بها انفسنا 
نحن لسنا سوى افكارنا وخيالنا واوهامنا التي نصنعها بها نستطيع ان نصبح سعداء او تعساء .. ولنا مطلق الاختيار في ان نقرر ان نجعلها تعمل لصالحنا او ضدنا .. اصنعوا اوهامكم الجميله واقتاتو بها لعطش الايام شحيحة المطر الجميل .. اعيدوا كتابة ماضيكم كما تحبون فهو ليس ملك احد غيركم .. لا تلهثوا خلف هراء الحقيقه ففي الحقيقة لا توجد اي حقيقة مطلقة .. وكل ما عشناه او نعيشة من احداث انما هو مجرد وجهة نظر اما لنا او للاخرين .. لا تندموا ولا تحزنوا فانما الحياة الا حلم قصير نسيتقظ منة علي الحقيقة الوحيدة التي لا مفر منها يوماً .. الموت 



هناك 4 تعليقات:

  1. :)

    مقال بسيط و رائع و إن كانت بدايته حزينة

    ردحذف
  2. فانما الحياة الا حلم قصير نسيتقظ منة علي الحقيقة الوحيدة التي لا مفر منها يوماً .. الموت

    ردحذف
  3. رائعة .....صح لسانك وافكارك

    ردحذف