بحاول افهم ايه مشكلة الشباب العشريني او الاصغر منهم اليومين دول مع كل الاجيال اللي اكبر منهم سناً وخصوصاً اللي تخطوا سن الاربعين فما فوق لدرجة ان سن الشخص وتقدمه الطبيعي في العمر اللي هوه من سنة الحياه وكاس وداير على مخاليق ربنا محدش ممكن يعرف يفلت منه يتحول لاحد الحاجات اللي ممكن يتعاير بيها كانها عيبه او خطيئة يتشتم بيها لو حاول يمارس حقة الطبيعي في الاستمتاع بالحياه بشكل معلن .
وفي محاولتي لفهم وجهة نظرهم و تلمس العذر ليهم بحاول افتكر مشاعري وانا في نفس السن ده وحياتي كلها قدامي مفروشة بالامل و الأحلام ، وعندي فائض طاقه تهد جبل و نفسي بس لو حد يحطني على التراك الصح ويقولي هيه السكه منين وانا واثقه اني هنطلق واجري محدش هيحصلني و هكسر الدنيا ، واثقه جداً في ان اللي اعرفه هوه الصح ولازم اعمله واي حاجه تانيه غلط ، مطمنه اني عارفه كل حاجه اكتر من كل الناس التانيه لدرجة الغرور ، متأكده اني مش هغلط زيهم لاني اكيد اذكي واحسن منهم ، الدنيا بالنسبه لي كانت يا ابيض يا اسود ما فيش حل وسط ، يا اه يا لاء وبسرعه عشان انا مستعجله ، رد فعلي دايماً سريع اوي وقوي بغض النظر عن النتايج ، سريعة الاشتعال متقدة الغضب ، مشاعري وعواطفي صوتهم دايماً اعلى من عقلي ، بعمل العلاقات مع الناس بسرعه وبخرج منها وبدمرها بشكل اسرع ، مفيش حاجه عجباني ولا حد مالي عيني ، يمكن كل واحد فيكم مر بالمرحله دي بكل متناقضاتها او بما تيسر منها الا من رحم ربي لحد بقى ما نركب الحلزونه يا اما الحلزونه المجنونه والدنيا تعلم فينا وعلينا وتشيل وتحط علينا وفينا ، فنتعلم الدرس بالطريقه الصعبه وندفع التمن الغالي و نتنازل عن غرورنا عشان نعرف نعيش ونقوم بالمسئوليات اللي ورانا، ننحني للعاصفه قبل ما تقسم ضهرنا ، نتعلم التعايش مع الحرمان ، و تتحول كلمه لاء بقدرة قادر لاه الالم و الموافقه على مضض عشان المركب تمشي و اللي شايلين همهم يوصلوا بر الامان ، نتعلم نتعايش مع الوجع وكسرة النفس و العين اللي في الارض لانها مبقتش قادرة تترفع للسما من هدة الحيل و الاحباط ، و نلاقي نفسنا مش احنا ومش عارفين نفسنا ، مربوطين في ساقيه مبترحمش و رجلينا مغروسه في الارض ومش عارفين نطير لاحلامنا
اللي بقينا نكسف حتى نجيب سيرتها قدام الناس ليضحكوا علينا ويقولوا مجانين ، و يبتدي القلب يلين بعد ما انسحق ، والكبرياء يصبح مجرد ذكرى جميله تداعب خيالنا ، و الصبر رفاهيه احياناً لا نستطيع اليها سبيلاً ، و احنا نفسنا حياتنا تتغير وتبقى احسن بس مش قادرين ولا عارفين هل ده ممكن ؟ ولا ده احد دروب المستحيل ؟ ماشيين في ضلمه ومش شايفين الطريق لبكره ومش عارفين ممكن نفضل كده لحد امتى ؟ وهل ممكن نحارب عشان احلامنا ولا هيه دي كده حياتنا ولازم نتعلم فن الاستسلام للواقع و نرضى بيها ونعيشها كده وخلاص ؟ و نكتشف اننا زي باقي الناس اللي كنا في يوم من الايام بنتريق عليهم وبنتهمهم بالضعف وان النفر منا مجرد انسان اخر ضعيف واخد دوره في الطابور مستني عشان يثبت نفسه ومش عارف هيقدر اصلا و لا لاء .
اللي بقينا نكسف حتى نجيب سيرتها قدام الناس ليضحكوا علينا ويقولوا مجانين ، و يبتدي القلب يلين بعد ما انسحق ، والكبرياء يصبح مجرد ذكرى جميله تداعب خيالنا ، و الصبر رفاهيه احياناً لا نستطيع اليها سبيلاً ، و احنا نفسنا حياتنا تتغير وتبقى احسن بس مش قادرين ولا عارفين هل ده ممكن ؟ ولا ده احد دروب المستحيل ؟ ماشيين في ضلمه ومش شايفين الطريق لبكره ومش عارفين ممكن نفضل كده لحد امتى ؟ وهل ممكن نحارب عشان احلامنا ولا هيه دي كده حياتنا ولازم نتعلم فن الاستسلام للواقع و نرضى بيها ونعيشها كده وخلاص ؟ و نكتشف اننا زي باقي الناس اللي كنا في يوم من الايام بنتريق عليهم وبنتهمهم بالضعف وان النفر منا مجرد انسان اخر ضعيف واخد دوره في الطابور مستني عشان يثبت نفسه ومش عارف هيقدر اصلا و لا لاء .
ويمكن يبتسم القدر لبعض المحظوظين مننا في الدنيا فيوصلوا لمرحله لا بأس بها من الانجاز في سن الاربعين او بعدها بفتره، وتبتدي تتحسن ظروفنا الاجتماعيه و الاقتصاديه بعد تعب ومجهود طويل ، بيخلينا نحس انه من حقنا نعوض سنين عمرنا اللي اتسرقت في رحلة الكفاح و شبابنا اللي راح في الشقى ، لان بكل بساطه اللي جاي مش ممكن هيكون قد اللي راح ، كل اللحظات بتتحول الى اوقات ثمينه بالنسبه لينا و بالنسبه و التناسب بين اللي ممكن يجي واللي بالفعل راح واحنا بنداوي جراح واحنا بنحاول نرضي كل اللي حوالينا على حسابنا ، بنتعلم نصنع السعاده لنفسنا بنفسنا لان للاسف اتخذلنا بما فيه الكفايه من معظم اللي حوالينا، بنبتدي نتخلى عن كل مفاهيم العالم ونؤمن بمفاهينا الخاصه اللي اتنحتت جوانا بدموعنا ودمنا، بنتعلم نسامح العالم اللي ظلمنا وقهرنا وداس علينا وننسى الماضي اللي اتوجعنا واتعذبنا فيه وبيه عشان نقدر نفكر في اللي جاي ، بتتعلم نتنازل عن اصدار الاحكام عشان بقى عندنا من الحكمه اللي يخلينا نفهم ان اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار ، و ان اللي على الشط عوام ، وانه سهل اوي اوي اننا لما نشوف مشكله حد غيرنا بيمر بيها ننظر عليه بمثاليه بس احنا لو مرينا بنفس تجربته ممكن نتصدم شخصياً في نفسنا وفي رد فعلنا اللي ممكن يكون خارج حتى اطار تصورنا سواء بالسلب او الايجاب ، مبقاش مهم اوي بالنسبة لنا كلام الناس او رأيهم فينا ، لان ثقتنا بقت نابعه من خبرتنا في مواجهة المصايب و المشاكل اللي ياما حطت على دماغنا ، بقينا عارفين ان كل أول حلو أو وحش ليه اخر فمش مستاهله شدة اعصاب ولا مناهده ، ولا حتى مستاهله اننا نتمسك اوي بحاجات محتاجه مننا مجهود كبير عشان نحافظ عليها، مابقيتش تفرق معانا اوي اننا نثبت اننا صح وندافع عن وجهة نظرنا لان الحقيقه اولوية اننا نعيش بسلام ايام حلوه واحنا لسه فينا نفس وشوية صحه تعوضنا عن اللي فات نعمل فيها كل اللي مقدرناش نعمله قبل كده هيه الأهم، بقينا متصالحين اكتر مع العيوب الشخصيه فينا وفي غيرنا وقادرين نعذر ونرحم الآخرين اكتر ، ويمكن بس اكتر حاجه بنندم عليها لحظات تعقلنا الزياده وخوفنا من المغامره و خوفنا من الوقوع في الخطأ اللي خلونا نمشي جنب الحيط فترات كتير من حياتنا مش هنعرف نعوضها تاني .
وختاماً بتمنى لكل الاجيال الاصغر سناً يكونوا اسعد حظاً مننا في الاستمتاع بحياتهم بكل مراحلها العمريه بكل حريه من غير ولا لحظة الم و لا لحظة ندم زي اجيالنا اللي تعبت اوي عشان تفهم وتتعلم ازاي تحاول تبسط نفسها على كبر ، اجيال اتربت في مجتمع لما الناس بتضحك فيه بتقول خير اللهم اجعله خير .