الأحد، 21 أغسطس 2016

قنبلة نوويه

لحد الوقتي مش قادرة افهم او استوعب ايه منطق شخص بيطلع يشتم في بلدة بمنتهى الاريحية او يشتم ويسب ويلعن في الشعب اللي هوه مواطن وفرد منه اصلاً ؟وفي محاولاتي الحثيثة لايجاد تفسير لهذا السلوك او البحث عن دوافع ليه او تصور مثل هذه العقليه و بالتغاضي عن نظرية انهم مأجورين أو خونه بسأل نفسي هل يا ترى ده نوع مثلاً من محاولة الترفع او التعالي على وطن هوه شايف نفسه احسن منه مثلاً او ما يستهلوشي ؟ وانه لما كل يوم يصطبح بشتيمة الشعب يبقى كده اعلن للجميع من متابعيه على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة انه تبرأ من هذا الشعب اللي مش من مستواه واللي مش قادر يلبي تطلعاته و يليق بيه ؟وبالنسبة لاصحاب المقولة الشهرية ان الحل الوحيد للمشاكل المجتمعية اللي بنواجهها هو قنبلة نوويه تبيد كل الشعب ونبتدي من جديد على نضافه طب يا ترى مين بقى اللي هيبتدى من جديد ده ؟ شعب تاني هيستوردوه بمواصافات معينة مثلاً بعد فناء كل الشعب الاصلي بالقنبله ؟ طب و يا ترى الشعب ده هيكون هوه كمان عامل ازاي وهيعجب حضرته ولا هنفضل نبيد كده في شعوب الارض واحد ورا التاني عشان الباشا بتاعنا مش عاجبه ؟ طيب هوه ضامن يعني انه هيفلت من القنبله عشان يشوف الشعب الجديد ويقيمه ولا هوه اصلاً يائس من الحياة وزهقان للدرجة اللي ممكن عشانها ينتحر ويضحي بالحياة غير مأسوفاً عليها ؟وطبعاً بكل الشتمية و التجريح و التعالي ده يكون غسل ايديه وتنصل تماماً من أي مسئولية مجتمعية تقع عليه من اصلاح وضع قائم يحتاج بحث عن حلول ومشاركة ايجابية ، واقع محتاج تحمل مسئولية واعتراف بالمشاركة في الخطأ و المواجهه الشجاعه بفاعليه مش دفن الرؤوس في التراب و الهروب و التنكر .عارف الطفل اللي كان اهله بيلاعبوه وهوه صغير ويقولوله تف على عمو يا حبيبي ؟ كبر شويه وبقى يشتم اهله مع صحابه ويتمنظر بده وبعدين كبر شويه وبقى شاب بيشتم بلده و شعبه على شبكات التواصل عشان يثبت انه احسن واحد في الدنيا وده في اعتقادي طبعاً التطور الطبيعي و المنطقي لقلة الرباية و الأصل .
ايوه انا مش بغلط في حد لما اقول قلة رباية وقلة الاصل لان ده توصيف حقيقي لغياب مفهوم تأصيل قيمة الوطن ومعناه و احترامه في التربية من الأهل لابنائهم ، توصيف لغياب مفهوم احترام الرمزية لشخصيات هي ليست الوطن في حد ذاتها وانما تكسب احترامها من حملها لاعباء مسئولية هذا الوطن وتمثيله خارج الوطن و بالتالي من المسئولية احترامها حتى حين الرغبة في انتقادها او توجيه اللوم اليها او حتى محاسبتها من منطلق حب واحترام الوطن ، توصيف لقلة الأصل لما تفقد القدرة على الاعتزاز باصولك وبحضارة و تاريخ و ماضي كتبه اجدادك على هذه الارض بدمهم و دفعوا حياتهم و حياة أغلى احبائهم عشان يدافعوا عنه ويحافظوا عليه وبذلوا كل ما يملكوه عشان بس يٌذكر برفعه في سطور التاريخ جيل ورا جيل محنه ورا محنه ، نضال وكفاح لاستعمال و احتلال واستغلال و تضحية في حروب وغزوات سعياً للتحرر و الاستقلال و النصر ، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ويكيفهم شرف البذل و المحاوله وان اخفقوا في بعض الاحيان او ان لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن .وللاسف ان النوعية دي باحتقارها لوطنها وشعبها و التباهي بذلك علانيه وكأنه نوع من المجد الثوري او التمرد السلوكي بتستدعي الاحتقار لنفسها في المقام الأول حتى من اعداء و كارهي الوطن اللي بيكونوا اول الراقصين معاهم في فرح على نيران احراق رموز وقيم الوطن . ولا عمر الفقر كان مبرر ولا الظروف الاجتماعية و الاقتصادية الصعبة ولا قلة أو حتى انعدام التعليم مبرر ، بختصار كل المبررات اللي بعض الفئات المدافعه بتحاول تصيغها لتلمس الاعذار للتصرفات البذيئه دي غير مقبوله ومرفوضه بالمرة ،لان الحقيقة لو على التعليم فاجدادنا كانوا ناس على قد حالهم من التعليم وكانوا يا دوب بيفكوا الخط ولا عمرهم شتموا بلدهم ولا كرهوها عاشوا وماتوا على حبها وبعتوا عيالهم تحارب عشانها ومرت عليهم النكسه وهمه في جلد وصبر واحتساب واقفين جنب بلدهم بيجهزوا ولادهم ويدفعوهم دفع عشان يروحوا الجبهه يحاربوا ويجيبوا تار بلدهم واخواتهم ويرجعوا بالنصر لأسم مصر .ولو على الفقر وقلة الظروف و الامكانيات اهالينا اتهجروا في مدن القناة وبيوتهم راحت وكل اللي حيلتهم فقدوه في الحرب و مع كده عمر ما حد فيهم كفر بوطنه و لا قال احنا بنحارب ليه وعشان ايه ؟ استحملوا ازمات اقتصاديه طاحنة و مكنوش لاقيين و لحد الوقتي تعالوا اسمعوا بيكلموا ازاي عن مصر وبينطقوا اسمها باجلال وحب وعظمه وفخر ازاي ؟ ادوها حياتهم و زهرة شبابهم بكل رضى حامدين شاكرين ربنا على نعمتها وشايفينها احسن بلد في الدنيا بس عندها شوية ظروف صعبة و لازم ربنا هيساعدها بينا و بعملنا وجهدنا عشان عمره ما اتخلى عنها وعمر شعبها ما بطل يحبها و يدافع عنها، وان اعظم عمل يقوم بيه الانسان انه يخدم بلده ويرفع اسمها وعلمها في السما ، انه يتشاور عليه بفخر ويتقال عليه من ولاد مصر؟
ايها الناقمين
ايها الحاقدين
ايها العابثين
ايها الشاتمين
ايها الشامتين
ايها الجاحدين
لهذا الوطن المتنعمين بخيراته الآمنين بين جنباته لكم منا وحتى من اعدائنا كل احتقار و استنكار حتى تعودوا وتثوبوا الى رشدكم طالبين من هذا الوطن ان يغفر لكم خطيئتكم في حقه وان تقدروه حق قدره .

الاثنين، 4 يناير 2016

اخرتها الجواز!!

اتصلت عشان اباركلها على نجاح بنتها في الثانويه العامه
وسألتها وناويه تدخليها ايه ان شاء الله ؟
قالت لي : هندخلها تربيه ابوها مش عايز يغربها و مش عايز يدخلها جامعه خاصه عشان زي ما انتي عارفه البنت اخرتها الجواز؟
قفلت معاها وانا مذهوله الصراحه ان لسه في حد في الزمن ده بيفكر بالطريقه دي خصوصاً لو مقتدر مادياً بس مستخسر يصرف على بنته بزياده في التعليم عشان اخرتها هتقعد في البيت وتتجوز ؟ و للأسف كمان ان اللي بيفكروا بالطريقة دي كتير في مجتمعنا خصوصاً في الاقاليم والمحافظات حيث الاولويه في كل حاجه للولد حتى لو في التعليم والبنت درجة تانيه او زي ما تيجي بقى الا من رحم ربي
ايوه انا سمعت الجمله دي في حياتي كتير و مكرهتش في الدنيا قدها البنت اخرتها الجواز !!
طب البنت دي لو ما اتجوزتش ومكنش معاها الشهاده المناسبة اللي تعرف تشتغل بيها وتصرف على نفسها تعيش ازاي ؟ عاله على اخواتها ولا تشحت ؟ طيب لو ابوها وامها ماتوا في اي وقت تعمل ايه هيه من غير لا شغل ولا زوج ولا اهل ؟
طب لو اتجوزت وبختها مال وجوزها طلع متنيل بستين نيله مش عايز يصرف عليها تعمل ايه ؟
ولا لو اتجوزت و بعد فتره من قعادها في البيت طلقها ورماها في الشارع هتعمل ايه وتروح لمين ؟
طب لو اتجوزت و جوزها كان كويس ومحترم ومكفيها ومستتها ومدلعها وكل حاجه من الحاجات اللي الاهل بيحبوها دي  بس حصلت له مصيبه مرض ولا مات تعمل ايه هيه ؟
الاهتمام بتعليم البنت وشغلها في الزمن اللي احنا فيه ما بقاش لا رفاهيه ولا مجرد تأدية واجب بالعكس البنت اهم من الولد في موضوع التعليم لان الولد لو فشل في التعليم اهو بيشتغل في اي حاجه يعمله مشروع تاكسي ولا حتى عربية اكل وهيقدر يناضل في الحياه ويشتغل بشرف مهما كان الشغل قاسي من غير ما يتوصم باي اساءه من المجتمع
انما البنت ممكن تطمنوا عليها من بعدكم ازاي لو معندهاش شغل يكفلها انها تعيش حياه كريمه لائقة؟
بلاش نربي بنتنا انها مخلوقه للجواز او انها تكون تابع لان مش ده اللي غالباً بيحصل
لا الجواز مضمون ولا الاهل هيفضلوا عايشين ليها عشان يفرضوا عليها دور الوصي
البنت مش مش لازم تتربي انها كيان منقوص محتاج دايماً الاشراف من ولي امر
لان ببساطه لواتربت كده هتعيش تدور دايماً علي اللي يلعب لها الدور ده في حياتها وممكن للأسف يكون راجل يضيع كل حياتها و يخليها تكره عيشتها ومش هتعرف حتى تقوله لاء او تواجه مصيرها و تغيره لانها ما اتعلمتش غير كلمة حاضر وانها لازم تستحمل لمجرد انها بنت
البنت لازم تتربى ان يكون عندهم طموحها في الحياه اللي تصنعه بموهبتها وبقدراتها
لازم تتربى على القوة و انها تقدر تواجه صعوبات الحياه بشجاعه لوحدها
 لازم نعلمها الثقه و الاعتماد على النفس و الاستقلاليه
نعلمها انها لما تكون انسانه ناجحه في الحياه هتجبر الجميع علي احترامها بما فيهم اسرتهم من زوج و اولاد لو ده حصل و لو محصلش فعادي ان مش كل البنات بتتجوز وان ده لا ينقص منها في شئ و ان مش كل الجوزات بتنجح وانها تكون مستعده لكل الاحتمالات و ان حياتها ما تقفش على اي حد
لازم نعلمها ان الحياه اكبر من انها تعيش في ضل راجل و اهم من انها تفضل مستنيه فستان و بالتالي انها تعيش لوحدها من غير جواز اكرم الف مره من انها ترضى باي واحد يتقدملها لمجرد انها تتخلص من لقب انسه او من نظرة المجتمع ليها لانها مش بضاعه ممكن تبور وولازم نعلمها ازاي تتصدى لاي محاولة للانتقاص منها لمجرد انها تاء تأنيث بكل شراسه وحكمه واعتزاز بالنفس
لازم نعملها الكفاح وانها تكون الفعل مش مجرد رد الفعل وانها لازم تصمم على الشغل وايوه لو جالها وهيه بتشتغل عريس عايز يقعدها في البيت ترفض وتقول لاء وتختار شغلها عشان ده مش عايز شريكة حياه ده عايز خدامه تخدم عليه وهيه لازم تبقى فاهمه كده
لازم نعلمها انها تستحق كيان مادي مستقل وان ده حقها الطبيعي وانها مش مكسورة الجناح و لا عوره عشان تستخبى في البيت وان حياتها اثمن واغلى واحلى من انها تكرسها لمجرد خدمة واسعاد الأفندي المنتظر وانها هيه كمان لازم دايماً ما تجيش على نفسها و من حقها تحقق سعادتها بالطريقة اللي تشوفها و تكون راضيه وفخوره بحياتها ونفسها في كل الاحوال سواء كانت بنت و لا متجوزة ولا مطلقة ولا ارمله وعندها القدرة على مواجهة سخافات المجتمع بكل القابها المحتملة من غير ده ما يأثر عليها ابداً لانها اكبر واقوى من كل الالقاب .
ايوه  لازم نعملها ان البنت مالهاش غير علمها و شغلها وقرشها ثم تأتي بعد ذلك كل وأي الاشياء