الأربعاء، 10 فبراير 2021

إلى اللقاء

 في الرحلة بنقابل ناس تقطع حياتنا في مشهد عرضي صغير واحنا مش متخيلين انهم في يوم من الأيام ممكن يكون ليهم دور بطولة كبير في قصتنا .

ما بنبقاش عارفين مشهد البداية هيتطور بالشخصية معانا لحد فين وحجم الدور هايكبر قد ايه ولا هاينتهي ويتلاشى ، يمكن دي المتعة والأثارة؟ يمكن دي السخرية القدرية اللي بيقولوا عليها وبيوصفوها ؟ انك ما تبقاش متوقع ولا متخيل 

مسافرين بنونس بعض في الطريق لمحطة الوصول، نقف في محطات الترانزيت وتختلف الوجهه ، نسلم ونحضن بعض على امل اللقاء مره تانيه ، واحنا مش عارفين هايسمح الزمان ويجود علينا بلقاء تاني ولا ده الاخير .

نحتفي بذكرياتنا الحلوه والوحشه ونقول الوداع ونكمل كل واحد في طريقة ، وجوا روح كل واحد فينا حته من التاني اتعجنت خلاص وامتزجت لدرجة اننا ما بقناش نقدر نتصور نفسنا من غيرها.

النهردة في هذا الصباح الجميل وبعد كل السنين دي هابوسك واحضنك واودعك واحتفي بكل لحظه حلوه عشناها سوا وانا بتمنى من ربنا من كل قلبي اكون محظوظه ان القدر يجمعني بيكي تاني زي ما جمعني بيكي أول مره .

هاودعك وانا فخورة بيكي وفرحانه ليكي ومطمنة عليكي يا حتة من قلبي يا اختي وبنتي وصديقتي واتمنالك التوفيق وسعادة ونجاح تكتبيهم في صفحتك الجديدة في البلد الجديدة في طريقك الجديد .

مش بيقولوا البدايات دايماً ملهمه ؟

الوداع يا بريئة يا طاهره يا نقية يا طيبة يا مخلصة هاتوحشني ابتسامتك وضحتك اللي كانت بتجلجل وانتي بتحكي لي فاحس ان الدنيا بخير وحلوه طول ما فيها لسه ناس فيهم الخير.

لما شوفتك اول مره واستغربتك وقولت مين البنت دي ؟ مكنتش اتخيل اني هاودعك بدموعي وبغربتي في بعدك 

بس احنا المفروض كبار وعاقلين وفاهمين مش كده ؟ المفروض يعني مش اكيد بصراحه

عشنا كما ينبغي واحنا بنقسم اللقمة مع بعض واحنا في ظهر بعض واحنا بنبكي مع بعض ونضحك ونتخانق وبنحيك المؤمرات التافهه الساذجة وبنخطط لإزاي نتفادي المطبات وبعدين نرجع نتريق على عبطنا وبعدين نقنع نفسنا اننا جامدين اوي ومش هانتهزم ومش هانتكسر وبنصبر بعض على المواجع اللي اتعرضنا ليها سوا وبنحتفل بانتصاراتنا الصغيرة مع بعض واحنا عمالين نشجع ونرفع من معنويات بعض ونتفرج على الافلام ونقرى الكتب ونشخبط في كراسة الأحلام .

بتقوليلي شكراً انك كنتي في حياتي اتعلمت منك كتير وهافتقدك ؟

انا اللي بقولك شكراً انك كنتي حبيبتي محصلش انك خذلتيني ولا مره غمرتيني بحبك وعطفك ولطفك وحنانك واسرتيني باخلاصك وكرمك ودعمك، انا اللي تعلمت منك ولسه بتعلم ومبهوره بيكي، ومفيش اي حد ممكن يعوض افتقادي لغيابك ، قد ايه كنت محظوظه انك عبرتي في حياتي كل السنين الجميلة دي وسبتي في روحي كل الذكريات الغالية دي .

الى اللقاء 


الخميس، 20 فبراير 2020

من أجل الجميع






الأفكار مخيفة بس الكلمات ممكن تكون مرعبة بشكل أكبر بكتير، متخيل يعني ايه تقول كلمة تعبر بيها عن فكرة بتدافع عنها لأنك مؤمن بيها في الوقت الراهن وتتراجع عنها بعد شوية من الوقت القليل او الكتير بس مش مسمحولك تعلن ده ؟ ، ورغم أن المفترض ببساطة الفكرة هي ملخص حدود معرفتنا ومداركنا الحالية، الفكرة خلاصة وجهة النظر اللي طلعنا بيها من دروس تجربتنا أو مشاهداتنا لتجارب الآخرين، الفكرة اللي اتصورنا ان هيه حل اللغز لكل اللي مش عارفينه و اللي مش فاهمينه واحنا في رحلة البحث عن الحقيقه ! الحقيقة اللي كل ما بنفكر فيها نلاقيها مش حقيقة ؟ كل اللي اتعلمناه وعرفناه قبل كده وقالولنا عليه وطول ما احنا بندور وبنسأل ما بقاش هوه الحقيقة ؟ الشك في كل اللي عرفناه و اللي بنعرفه واللي بنشوفه ولا بنسمعه يتحول لليقين الوحيد اللي عندنا ؟ وانت بتسأل نفسك بمعدل 100 مره في اليوم ازاي ؟ وامتى ؟ وليه ؟ وفين ؟ لدرجة تخليك تحس ان انت مش عارف نفسك ومش عارف اي حاجة أصلا رغم ان معظم اللي حواليك بيحاولوا يأكدولك انهم عارفينك اكتر من نفسك ؟ حتي الكلام اللي بتحاول تفهمه وتستوعبة متكرر، نفس المفردات اللي بتدور حوالين نفس الافكار بس ترتيبها مختلف مش اكتر وانت عمال تشوفها في اماكن مختلفة وعند ناس مختلفة بتتقال وبيتزايد وبيتعلى بيها وعليها، والناس دي نفسها بتحاسبك على الكلمة والنفس والفكرة حتى اللي جوا دماغك، بتحاسبك وبتعاقبك كمان لو محاولتش تكون زيهم لو ما قولتش نفس كلامهم واتمنيت اللي بيتمنوه وعملت اللي بيعملوه، لو تجرأت و تجردت منهم هيلاحقك العار اينما تكون وبكل الطرق، هيبقى في اتفاق غير معلن عليك لاسقاطك وتدميرك وسحقك تحت اقدام الجميع لمصلحة الجميع، مش مسموحلك ترجع عن اللي قولته ولا تتراجع عن اللي عملته ولا عن اللي فكرته، مش مسمحولك تتغير أو تختلف، انت لازم تفضل ثابت مكانك وتثبت لهم انهم صح في اللي قالوه عنك وان الصورة اللي كونوها عنك ورسموهالك في خيالهم مظبوطه، تثبت لهم قدام نفسهم انهم واقفين على ارض ثابته وعارفين كويس همه بيعملوا ايه وليه وبيقولوا ايه ويفرحوا ويتبسطوا من نفسهم وهمه حاسين انهم اقوى أو احسن أو اصلح، انت الوسيلة الوحيدة لاعلاء ذواتهم المتداعية المتساقطة، ولمصلحة الجميع احنا ممكن نضحي بالجميع كجميع، ولمصلحتي و مصلحتك لو احنا مش من الجميع اننا نحتفظ باللي في دماغنا لنفسنا، متحاولش تشاركة مع حد حافظ عليه كانه سر مقدس لو بتفكر بتفكر، اتفرج من سكات و متصدعناش، ما تقلبش في شفايفك وتتذمر من اي حاجه مش عاجباك لان ببساطه عادي يعني اشرب من البحر لو مش عاجبك من اجل الجميع ، ما تهزش في رجليك من الملل لأن لسه بدري على الأمل، امشي جنب الحيط أو تحت الحيط المهم ما يكونش ليك ظل يزعجنا ، وما يكونش ليك صوت يشوش علينا ويخوتنا، احنا الجموع الجامحه اللي على حق طبعاً بشهادة الأصول وكل تقليد متمسكين بيه ومستعدين ندافع عنه باننا نضحي بيك لأن ده اللي اتربينا عليه وهذا ما وجدنا آبائنا عليه، ولأنك كمان مش مهم انت مجرد فرد عابث مستهتر خطر ومحرض للآخرين بأفكارك الغريبة او المختلفة أو الجديدة الغير متسقة مع المنظمومه، ومتسألش ايه هيه المنظومة بالظبط ؟ ولا مين اللي بينظمها ؟ لأن كل دي شكليات مش مهمه ، ايوه انت خطر طالما ممكن الاخرين يحبوك ولا يعجبوا بيك وبعدين يرجعوا يقلدوك ويبقوا زيك ؟ مش مهم انت مين ؟ ومش مهم بتعمل ايه وليه ؟ بس ممكن يبقوا زيك ومش زي باقي الجميع !!

الاثنين، 5 مارس 2018

من فوق القمة

مكنتش صاحبتي انا
كانت يا دوب صاحبة صاحبتي ، و بحكم دواير الصحوبيه كانت بتتواجد معانا في شلة الجامعة بس كنت بشوفها شخص مبهم كل معلوماتي عنها انها من اسرة بسيطة و مخطوبه لشاب على قد حاله عن قصة حب كبيره وبناء عليه لما كانوا زملائنا الشباب بيتواجدوا معانا كانت بتختفي بالكامل وكانها فص ملح وداب لانه تقريباً كان بيغير عليها وهيه كانت بتخاف على مشاعره ، كلامي معاها كان بسيط اوي لا يتعدى السلامات و ازيك عامله ايه مع تبادل الابتسامات و الامنيات الجميله ، بس كنت دايما بستغرب الابتسامه اللي على وشها الهادي الرايق و حالة تكبير الدماغ واللامبالاة اللي مكنتش بفهمها ابدا في المرحله دي من حياتي ، في عز ما كانت الشله تبقى مجمعه وبنخطط لهنقضي باقي اليوم ازاي ؟ هنجيب في سيرة مين من الشله والشلل الاخرى المجاورة وهنقعد وناكل فين (ايوه انا الحقيقه كنت بروح الجامعه عشان اتسلى واتبسط مع صحابي و مكنتش بحضر اي محاضرات و كنت بعتمد على المذاكره من البيت ) ؟ كانت تعلن انسحابها العظيم بمنتهى االسعادة عشان عايزه تلحق تروح تتفرج على افلام عربي قديمه في البيت !!!!
يالهوي .. افلام عربي قديمه وكمان في البيت؟ ايه المتعه في كده ؟ افلام ؟ تسيب الدنيا دي كلها و الناس دي كلها طب ما دي كلها افلام اهو بس على الاقل ملونه ؟ كل الحياه اللي ممكن تتعاش دي ولسه معيشنهاش ، كل الناس اللي ممكن نتعرف عليها ولسه معرفنهاش ، كل التجارب المحتمله الجميله اللي في انتظار بس اننا نخوضها او نتكعبل فيها .. هتتخلى عن كل ده في مقابل مكان على كنبه في الصاله تتفرج منه على فيلم ابيض و اسود يمكن شافته 100 مره قبل كده ؟ وبالبساطة دي ؟ مقدرتش استوعب الفكره دي ابدا وقتها .
خدتني الايام و السنين ونسيت اسمها و نسيت ايام الجامعه وبشكر الظروف اني يا دوب لسه فاكره اسمي بعد اللي شوفته في حياتي ، رغبتي الجامحه في اكتشاف الحياة سحقتها الحياة شخصياً وداست عليها لدرجة خلتني امشي جنب الحيط وانا بحسس عليه لا اتكعبل في بني ادمين مالهوش اي لازمه يعقدوا حياتي اكتر ما هيه مكلكعه ومعقده واحنا مش ناقصين و يا دوب بنحاول نفك طلاسمها ومش عارفين ومش فالحين ، دوايرصداقاتي القديمه زي ما هيه بس بالناقص ، ودواير صداقاتي الجديده محدوده ومنتقاه بحرص شديد ، وباقي الناس افضل اني اتفرج عليهم من بلكونة حياتي اصبح وامسي واطمن عليهم من بعيد لبعيد بابتسامه جميله واتمنالهم كل خير وسعاده في حياتهم وشكراً ، ومعنديش اي فضول الصراحه اني اتتبع اي اخبار ليهم ، بس ده ما يمنعش انه لما بتجيلي اخبارهم لحد عندي معظم الوقت مبقولش لاء و بكون في منتهى الاندهاش وانا بسمعها من تصاريف الاقدار في تسيير شئون حياة المخاليق واختياراتهم وغالباً بحتفظ بتعليقي لنفسي ، وفي بعض الاحيان برفض حتى اني اعرف اخبار بعض الناس عشان ما اتورطش في مشاكل معاهم او حواليهم في مين اللي قال ومين اللي مقالش ، معرفش ايه اللي استدعى كل الذكريات دي في خيالي فجأة لما اندمجت في حالة من الانبساط واترسمت على وشي ابتسامة كبيرة اوي تلقائية وانا بتفرج على فيلم هندي لشاروخان معرفش برضو دي المره الكام اللي بشوفه فيها بس ظبطت نفسي متلبسة بحالة من السعادة و البلاهه المتكررة في كل مره بشوف فيها الفيلم ده واني منفصله تماماً عن كل حاجه في الدنيا ، مش مهم اي حاجه العالم مقطعه بعض دبح وقتل في كل بقاع الارض ، مقطعين بعض على لقمة العيش على طريقة العيش ، على مين اللي صح ومين اللي غلط مين هايروح الجنه ومين هايروح النار ، مين مؤمن ومين كافر ، وانا هنا في سريري اشاهد هذا الشاروخان الجميل ولا ابالي ، الشغل المطلوب مني ، المشاكل اللي عندي ، الالتزامات اللي قطمت وسطي ، صراعات واحقاد العمل اللي كسرت دماغي ، الماضي الاليم ، المستقبل الغامض ، الحاضر المريب ، وانا هنا في سريري لا ابالي ، ابتسم وكاني ارفع راية انتصاري بالوصول الي اعلى قمة في الكون ، ايها العالم المتحارب ، انا هنا اعيش لحظات سلامي الخاصه هاربه من كل نيرانك وعبثك ، وحدي ابتسم وانظر اليك نظرة شفقة ايها البائس الحزين ، لن تسلبوني لحظات سكينتي الوحيدة الخاصة ،هتاف كبير يعلو فوق صوت الجماهير انا بقيت زيك انرمين احبيبة قلبي ، اخيراً فهمت ، الفيلم خلص يا خسارة ، وفوقت من الحلم الجميل ، اروح بقى اشوف اكل عيشي وهعمل ايه في حياتي اللي ما يعلم بيها الا ربنا .

الجمعة، 18 أغسطس 2017

الاربعينات و ما ادراك ما الاربعينات

بحاول افهم ايه مشكلة الشباب العشريني او الاصغر منهم اليومين دول مع كل الاجيال اللي اكبر منهم سناً وخصوصاً اللي تخطوا سن الاربعين فما فوق لدرجة ان سن الشخص وتقدمه الطبيعي في العمر اللي هوه من سنة الحياه وكاس وداير على مخاليق ربنا محدش ممكن يعرف يفلت منه يتحول لاحد الحاجات اللي ممكن يتعاير بيها كانها عيبه او خطيئة يتشتم بيها لو حاول يمارس حقة الطبيعي في الاستمتاع بالحياه بشكل معلن .
وفي محاولتي  لفهم وجهة نظرهم و تلمس العذر ليهم بحاول افتكر مشاعري وانا في نفس السن ده وحياتي كلها قدامي مفروشة بالامل و الأحلام ، وعندي فائض طاقه تهد جبل و نفسي بس لو حد يحطني على التراك الصح ويقولي هيه السكه منين وانا واثقه اني هنطلق واجري محدش هيحصلني و هكسر الدنيا ، واثقه جداً في ان اللي اعرفه هوه الصح ولازم اعمله واي حاجه تانيه غلط ، مطمنه اني عارفه كل حاجه اكتر من كل الناس التانيه لدرجة الغرور ، متأكده اني مش هغلط زيهم لاني اكيد اذكي واحسن منهم  ، الدنيا بالنسبه لي كانت يا ابيض يا اسود ما فيش حل وسط ، يا اه يا لاء وبسرعه عشان انا مستعجله ، رد فعلي دايماً سريع اوي وقوي بغض النظر عن النتايج ، سريعة الاشتعال متقدة الغضب ، مشاعري وعواطفي صوتهم دايماً اعلى من عقلي ، بعمل العلاقات مع الناس بسرعه وبخرج منها وبدمرها بشكل اسرع ، مفيش حاجه عجباني ولا حد مالي عيني ، يمكن كل واحد فيكم مر بالمرحله دي بكل متناقضاتها او بما تيسر منها الا من رحم ربي لحد بقى ما نركب الحلزونه يا اما الحلزونه المجنونه والدنيا تعلم فينا وعلينا وتشيل وتحط علينا وفينا ، فنتعلم الدرس بالطريقه الصعبه وندفع التمن الغالي و نتنازل عن غرورنا عشان نعرف نعيش ونقوم بالمسئوليات اللي ورانا، ننحني للعاصفه قبل ما تقسم ضهرنا ، نتعلم التعايش مع الحرمان ، و تتحول كلمه لاء بقدرة قادر لاه الالم و الموافقه على مضض عشان المركب تمشي و اللي شايلين همهم يوصلوا بر الامان ، نتعلم نتعايش مع الوجع وكسرة النفس و العين اللي في الارض لانها مبقتش قادرة تترفع للسما من هدة الحيل و الاحباط ، و نلاقي نفسنا مش احنا ومش عارفين نفسنا ، مربوطين في ساقيه مبترحمش و رجلينا مغروسه في الارض ومش عارفين نطير لاحلامنا

 اللي بقينا نكسف حتى  نجيب سيرتها قدام الناس ليضحكوا علينا ويقولوا مجانين ، و يبتدي القلب يلين بعد ما انسحق ، والكبرياء يصبح مجرد ذكرى جميله تداعب خيالنا ، و الصبر رفاهيه احياناً لا نستطيع اليها سبيلاً ،  و احنا نفسنا حياتنا تتغير وتبقى احسن بس مش قادرين ولا عارفين هل ده ممكن ؟ ولا ده احد دروب المستحيل ؟ ماشيين في ضلمه  ومش شايفين الطريق لبكره ومش عارفين ممكن نفضل كده لحد امتى ؟ وهل ممكن نحارب عشان احلامنا ولا هيه دي كده حياتنا ولازم نتعلم فن الاستسلام للواقع و نرضى بيها ونعيشها كده وخلاص  ؟ و نكتشف اننا زي باقي الناس اللي كنا في يوم من الايام بنتريق عليهم وبنتهمهم بالضعف وان النفر منا مجرد انسان اخر ضعيف واخد دوره في الطابور مستني عشان يثبت نفسه ومش عارف هيقدر اصلا و لا لاء .
ويمكن يبتسم القدر لبعض المحظوظين مننا في الدنيا فيوصلوا لمرحله لا بأس بها من الانجاز في سن الاربعين او بعدها بفتره، وتبتدي تتحسن ظروفنا الاجتماعيه و الاقتصاديه بعد تعب ومجهود طويل  ، بيخلينا نحس انه من حقنا نعوض سنين عمرنا اللي اتسرقت في رحلة الكفاح و شبابنا اللي راح في الشقى ، لان بكل بساطه اللي جاي مش ممكن هيكون قد اللي راح ، كل اللحظات بتتحول الى اوقات ثمينه بالنسبه لينا و بالنسبه و التناسب بين اللي ممكن يجي واللي بالفعل راح واحنا بنداوي جراح  واحنا بنحاول نرضي كل اللي حوالينا على حسابنا ، بنتعلم نصنع السعاده لنفسنا بنفسنا لان للاسف اتخذلنا بما فيه الكفايه من معظم اللي حوالينا، بنبتدي نتخلى عن كل مفاهيم العالم ونؤمن بمفاهينا الخاصه اللي اتنحتت جوانا بدموعنا ودمنا، بنتعلم نسامح العالم  اللي ظلمنا وقهرنا وداس علينا وننسى الماضي اللي اتوجعنا واتعذبنا فيه وبيه عشان نقدر نفكر في اللي جاي ، بتتعلم نتنازل عن اصدار الاحكام عشان بقى عندنا من الحكمه اللي يخلينا نفهم ان اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار ، و ان اللي على الشط عوام ، وانه سهل اوي اوي اننا لما نشوف مشكله حد غيرنا بيمر بيها ننظر عليه بمثاليه بس احنا لو مرينا بنفس تجربته ممكن نتصدم شخصياً في نفسنا وفي رد فعلنا اللي ممكن يكون خارج حتى اطار تصورنا سواء بالسلب او الايجاب ، مبقاش مهم اوي بالنسبة لنا كلام الناس او رأيهم فينا ، لان ثقتنا بقت نابعه من خبرتنا في مواجهة المصايب و المشاكل اللي ياما حطت على دماغنا ، بقينا عارفين ان كل أول حلو أو وحش ليه اخر فمش مستاهله شدة اعصاب ولا مناهده ، ولا حتى مستاهله اننا نتمسك اوي بحاجات محتاجه مننا مجهود كبير عشان نحافظ عليها، مابقيتش تفرق معانا اوي اننا نثبت اننا صح وندافع عن وجهة نظرنا لان الحقيقه اولوية اننا نعيش بسلام ايام حلوه واحنا لسه فينا نفس وشوية صحه تعوضنا عن اللي فات نعمل فيها كل اللي مقدرناش نعمله قبل كده هيه الأهم، بقينا متصالحين اكتر  مع العيوب الشخصيه فينا وفي غيرنا وقادرين نعذر ونرحم الآخرين اكتر ، ويمكن بس اكتر حاجه بنندم عليها لحظات تعقلنا الزياده وخوفنا من المغامره و خوفنا من الوقوع في الخطأ اللي خلونا نمشي جنب الحيط فترات كتير من حياتنا مش هنعرف نعوضها تاني  .
وختاماً بتمنى لكل الاجيال الاصغر سناً يكونوا اسعد حظاً مننا في الاستمتاع بحياتهم بكل مراحلها العمريه بكل حريه من غير ولا لحظة الم و لا لحظة ندم زي اجيالنا اللي تعبت اوي عشان تفهم وتتعلم ازاي تحاول تبسط نفسها على كبر ، اجيال اتربت في مجتمع لما الناس بتضحك فيه بتقول خير اللهم اجعله خير . 

الجمعة، 5 مايو 2017

علاقات صعبة

عن هؤلاء الذين تسللوا الى حياتنا واحتلوا تلك المساحات من احلامنا حاملين معهم الرايات البيضاء، عن هؤلاء الذين عقدوا معنا معاهدات عن الحياة في السلام الأبدي ووعود بجنان من السعادة و الآمال، لنستيقظ يوماً ما واجسادنا مثخنة بجراح معارك محاولات الاستمرار في الاستقرار، وقلوبنا دامية من خيبة الامل، نستيقظ وبين ايدينا كل هذا الندم والحسرة على كل هذه الايام و اللحظات الثمينة المفقودة من حياتنا بلا طائل التي ضاعت هباءاً تلو الهباء لنصل الى نهاية حتمية من اليأس كنا عبثاً نتلافاها او نتغافل عنها عن قصد وعمد او ربما بلا، ثم تحين تلك اللحظة القاسية التي يتحتم فيها التخلي عن كل ما جهدنا من اجله في الماضي والاستسلام بعد الانكار للبحث عن غد بلا ألم، اللحظة التي ندرك فيها ان تلك العلاقات الصعبة التي استنفذت طاقاتنا و ارواحنا ومشاعرنا ودموعنا ورجائنا وعقولنا اخذتنا الى حيث لم نعد نستطيع التعرف حتى على أنفسنا، الى حيث اصبحنا اشباح هائمة بلا طريق ملامحها من الاحباط والغضب. نجتر الذكريات وكانها شريط سينمائي لنعود للحظة البداية وهذا المشهد الذي كنا نملك الحدس الكافي لندرك اننا لابد ان نصل اليه يوماً ما قبل ان نخدع انفسنا لنستمر، نتلمس الاسباب والاعذار للاستمرار .
و كأن الغاية هي الاستمرار، على الرغم من فقدنا لكل مبررات الاستمرار، لنتحول بدلاً من الاستمتاع بالعلاقة الى حراس الحفاظ على استمرار العلاقة .
نتحمل من اجل العلاقة ..
نصبر من اجل الايام الخوالي للعلاقة ..
نسامح من اجل الذكريات الجميله البعيدة في العلاقة ..
نضحي بطموحاتنا و امنياتنا البسيطة المؤجلة من اجل الامل في الابقاء على العلاقة ..
نقنع انفسنا باننا ربما نحتاج لنتغير لنصبح بحجم العلاقة ..
او ربما على الظروف ان تتغير لتسمح للعلاقة المتقزمة بالنمو ..
او ربما على الطرف الاخر ان يتغير ليتناسب مع طبيعة العلاقة ..
او ربما نحتاج الي تصحيحح مفاهيمنا عن الحب؟
او ربما نحتاج الى ان نفهم الحياة بشكل اكبر؟
او ربما لم نحصل على المساعدة الكافية من الاخرين؟
او ربما نحتاج لفهم انفسنا بشكل اعمق؟
او ربما نحتاج لفهم الطرف بشكل مختلف؟
او ربما لم نبذل الجهد الكافي لانجاح العلاقة؟
او ربما ...... وربما...... والمئات من ربما التي نبتلي بها عقولنا ونحن نحاول البحث عن الاسباب الحقيقية والوصول للمشكلة الاصلية في تعثر هذه العلاقات وفي محاولات تذليل الصعوبات و العقبات لتمضي في سبيل نتمناه .
كل هذه المجهودات والمحاولات التي تجعل العلاقة محور حياتنا و افكارنا وغاية اهدافنا حتى اننا نفقد ونحن نقوم بذلك كل المقومات التي من اجلها دخلنا في علاقة من الاساس !.
نفقد الشغف و اللهفة و التفاهم و التناغم و الانسجام و السعادة ..
نفقد بوصلتنا في التواصل مع نفسنا و تتشوه صورتنا الذاتية وتفقد ملامحها، وتتراكم داخلنا مرة بعد مره ومحاولة بعد الاخرى كل هذه المشاعر السيئة تجاه انفسنا من العجز والاحباط التي قد تصل للاحساس بعدم الاستحاق للاستمتاع بالحب .
ثم نستيقظ بعد كل ذلك ذات يوم فجأة وفي قلوبنا هذا الثقب الاسود السحيق وهذا الفراغ المٌوحش وهذه الاسئلة تلهب عقولنا الثائرة .
اللعنه من وضع قواعد هذه اللعبة الحمقاء؟
لماذا نتحمل ونتكبد كل هذا العناء والشقاء؟
من اجل من ولماذا؟ فلا نحن نشعر بالسعادة ولا نملك القدرة على منحهم السعادة،  فلماذا نلتزم بثقافة الاستمرار؟
لماذا نمني قلوبنا ببوارق الأمل الخافتة البعيدة ؟ و نغفل الحقائق المؤكدة؟
 لماذا نتلمس الاعذار و نحمل انفسنا على تمرير اكاذيبهم على عقولنا وقلوبنا؟ لماذا نخون مشاعرنا وحدسنا من اجلهم؟
لماذا لم يخبرنا احد ان العلاقات الصعبة لا تستحق حتى المحاولة؟
لا تستحق كل هذه الايام و السنوات التي لن نستطيع ان نستعيدها من عمرنا، وانها ستحول حياتنا الى مشاهد مختلفة من الجحيم بدرجاته المتفاوته، وان التضحية بهذا النوع من العلاقات المجهدة المضنية واطلاق رصاصة الرحمة عليها انقاذ لارواحنا ونفوسنا من الإنسحاق، و انه كلما كان اتخاذنا للقرار بالخلاص منها اسرع كلما كان حجم الخسائر في مشاعرنا اقل وتماثلت قلوبنا للشفاء اسرع وعادت البهجة لحياتنا، فالأصل في العلاقات الطبيعية ان تكون سلسة وأن تمنحنا كل ما نحتاجه ونريده من السعادة و الطمأنينة والثقة والحرية بتلقائية ودون بذل اي مجهود من الطرفين، دون مزايدات عاطفية او درامية، دون ترقب وانتظار لادوار العطاء،  وطبيعة الحياة تحمل في طيات مجراياتها ما يكفي من الصعوبات التي نحتاج ما يعيننا عليها لا ان نعقدها ونزيدها قسوة علينا بمثل هذا النوع من العلاقات الصعبة الحتمية النهاية ، وبناء عليه يصبح تحرير حياتنا وتخليصها من مثل هذه العلاقات الصعبة واجب انساني حتمي تجاه انفسنا لانقاذها .

الأحد، 21 أغسطس 2016

قنبلة نوويه

لحد الوقتي مش قادرة افهم او استوعب ايه منطق شخص بيطلع يشتم في بلدة بمنتهى الاريحية او يشتم ويسب ويلعن في الشعب اللي هوه مواطن وفرد منه اصلاً ؟وفي محاولاتي الحثيثة لايجاد تفسير لهذا السلوك او البحث عن دوافع ليه او تصور مثل هذه العقليه و بالتغاضي عن نظرية انهم مأجورين أو خونه بسأل نفسي هل يا ترى ده نوع مثلاً من محاولة الترفع او التعالي على وطن هوه شايف نفسه احسن منه مثلاً او ما يستهلوشي ؟ وانه لما كل يوم يصطبح بشتيمة الشعب يبقى كده اعلن للجميع من متابعيه على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة انه تبرأ من هذا الشعب اللي مش من مستواه واللي مش قادر يلبي تطلعاته و يليق بيه ؟وبالنسبة لاصحاب المقولة الشهرية ان الحل الوحيد للمشاكل المجتمعية اللي بنواجهها هو قنبلة نوويه تبيد كل الشعب ونبتدي من جديد على نضافه طب يا ترى مين بقى اللي هيبتدى من جديد ده ؟ شعب تاني هيستوردوه بمواصافات معينة مثلاً بعد فناء كل الشعب الاصلي بالقنبله ؟ طب و يا ترى الشعب ده هيكون هوه كمان عامل ازاي وهيعجب حضرته ولا هنفضل نبيد كده في شعوب الارض واحد ورا التاني عشان الباشا بتاعنا مش عاجبه ؟ طيب هوه ضامن يعني انه هيفلت من القنبله عشان يشوف الشعب الجديد ويقيمه ولا هوه اصلاً يائس من الحياة وزهقان للدرجة اللي ممكن عشانها ينتحر ويضحي بالحياة غير مأسوفاً عليها ؟وطبعاً بكل الشتمية و التجريح و التعالي ده يكون غسل ايديه وتنصل تماماً من أي مسئولية مجتمعية تقع عليه من اصلاح وضع قائم يحتاج بحث عن حلول ومشاركة ايجابية ، واقع محتاج تحمل مسئولية واعتراف بالمشاركة في الخطأ و المواجهه الشجاعه بفاعليه مش دفن الرؤوس في التراب و الهروب و التنكر .عارف الطفل اللي كان اهله بيلاعبوه وهوه صغير ويقولوله تف على عمو يا حبيبي ؟ كبر شويه وبقى يشتم اهله مع صحابه ويتمنظر بده وبعدين كبر شويه وبقى شاب بيشتم بلده و شعبه على شبكات التواصل عشان يثبت انه احسن واحد في الدنيا وده في اعتقادي طبعاً التطور الطبيعي و المنطقي لقلة الرباية و الأصل .
ايوه انا مش بغلط في حد لما اقول قلة رباية وقلة الاصل لان ده توصيف حقيقي لغياب مفهوم تأصيل قيمة الوطن ومعناه و احترامه في التربية من الأهل لابنائهم ، توصيف لغياب مفهوم احترام الرمزية لشخصيات هي ليست الوطن في حد ذاتها وانما تكسب احترامها من حملها لاعباء مسئولية هذا الوطن وتمثيله خارج الوطن و بالتالي من المسئولية احترامها حتى حين الرغبة في انتقادها او توجيه اللوم اليها او حتى محاسبتها من منطلق حب واحترام الوطن ، توصيف لقلة الأصل لما تفقد القدرة على الاعتزاز باصولك وبحضارة و تاريخ و ماضي كتبه اجدادك على هذه الارض بدمهم و دفعوا حياتهم و حياة أغلى احبائهم عشان يدافعوا عنه ويحافظوا عليه وبذلوا كل ما يملكوه عشان بس يٌذكر برفعه في سطور التاريخ جيل ورا جيل محنه ورا محنه ، نضال وكفاح لاستعمال و احتلال واستغلال و تضحية في حروب وغزوات سعياً للتحرر و الاستقلال و النصر ، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ويكيفهم شرف البذل و المحاوله وان اخفقوا في بعض الاحيان او ان لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن .وللاسف ان النوعية دي باحتقارها لوطنها وشعبها و التباهي بذلك علانيه وكأنه نوع من المجد الثوري او التمرد السلوكي بتستدعي الاحتقار لنفسها في المقام الأول حتى من اعداء و كارهي الوطن اللي بيكونوا اول الراقصين معاهم في فرح على نيران احراق رموز وقيم الوطن . ولا عمر الفقر كان مبرر ولا الظروف الاجتماعية و الاقتصادية الصعبة ولا قلة أو حتى انعدام التعليم مبرر ، بختصار كل المبررات اللي بعض الفئات المدافعه بتحاول تصيغها لتلمس الاعذار للتصرفات البذيئه دي غير مقبوله ومرفوضه بالمرة ،لان الحقيقة لو على التعليم فاجدادنا كانوا ناس على قد حالهم من التعليم وكانوا يا دوب بيفكوا الخط ولا عمرهم شتموا بلدهم ولا كرهوها عاشوا وماتوا على حبها وبعتوا عيالهم تحارب عشانها ومرت عليهم النكسه وهمه في جلد وصبر واحتساب واقفين جنب بلدهم بيجهزوا ولادهم ويدفعوهم دفع عشان يروحوا الجبهه يحاربوا ويجيبوا تار بلدهم واخواتهم ويرجعوا بالنصر لأسم مصر .ولو على الفقر وقلة الظروف و الامكانيات اهالينا اتهجروا في مدن القناة وبيوتهم راحت وكل اللي حيلتهم فقدوه في الحرب و مع كده عمر ما حد فيهم كفر بوطنه و لا قال احنا بنحارب ليه وعشان ايه ؟ استحملوا ازمات اقتصاديه طاحنة و مكنوش لاقيين و لحد الوقتي تعالوا اسمعوا بيكلموا ازاي عن مصر وبينطقوا اسمها باجلال وحب وعظمه وفخر ازاي ؟ ادوها حياتهم و زهرة شبابهم بكل رضى حامدين شاكرين ربنا على نعمتها وشايفينها احسن بلد في الدنيا بس عندها شوية ظروف صعبة و لازم ربنا هيساعدها بينا و بعملنا وجهدنا عشان عمره ما اتخلى عنها وعمر شعبها ما بطل يحبها و يدافع عنها، وان اعظم عمل يقوم بيه الانسان انه يخدم بلده ويرفع اسمها وعلمها في السما ، انه يتشاور عليه بفخر ويتقال عليه من ولاد مصر؟
ايها الناقمين
ايها الحاقدين
ايها العابثين
ايها الشاتمين
ايها الشامتين
ايها الجاحدين
لهذا الوطن المتنعمين بخيراته الآمنين بين جنباته لكم منا وحتى من اعدائنا كل احتقار و استنكار حتى تعودوا وتثوبوا الى رشدكم طالبين من هذا الوطن ان يغفر لكم خطيئتكم في حقه وان تقدروه حق قدره .

الاثنين، 4 يناير 2016

اخرتها الجواز!!

اتصلت عشان اباركلها على نجاح بنتها في الثانويه العامه
وسألتها وناويه تدخليها ايه ان شاء الله ؟
قالت لي : هندخلها تربيه ابوها مش عايز يغربها و مش عايز يدخلها جامعه خاصه عشان زي ما انتي عارفه البنت اخرتها الجواز؟
قفلت معاها وانا مذهوله الصراحه ان لسه في حد في الزمن ده بيفكر بالطريقه دي خصوصاً لو مقتدر مادياً بس مستخسر يصرف على بنته بزياده في التعليم عشان اخرتها هتقعد في البيت وتتجوز ؟ و للأسف كمان ان اللي بيفكروا بالطريقة دي كتير في مجتمعنا خصوصاً في الاقاليم والمحافظات حيث الاولويه في كل حاجه للولد حتى لو في التعليم والبنت درجة تانيه او زي ما تيجي بقى الا من رحم ربي
ايوه انا سمعت الجمله دي في حياتي كتير و مكرهتش في الدنيا قدها البنت اخرتها الجواز !!
طب البنت دي لو ما اتجوزتش ومكنش معاها الشهاده المناسبة اللي تعرف تشتغل بيها وتصرف على نفسها تعيش ازاي ؟ عاله على اخواتها ولا تشحت ؟ طيب لو ابوها وامها ماتوا في اي وقت تعمل ايه هيه من غير لا شغل ولا زوج ولا اهل ؟
طب لو اتجوزت وبختها مال وجوزها طلع متنيل بستين نيله مش عايز يصرف عليها تعمل ايه ؟
ولا لو اتجوزت و بعد فتره من قعادها في البيت طلقها ورماها في الشارع هتعمل ايه وتروح لمين ؟
طب لو اتجوزت و جوزها كان كويس ومحترم ومكفيها ومستتها ومدلعها وكل حاجه من الحاجات اللي الاهل بيحبوها دي  بس حصلت له مصيبه مرض ولا مات تعمل ايه هيه ؟
الاهتمام بتعليم البنت وشغلها في الزمن اللي احنا فيه ما بقاش لا رفاهيه ولا مجرد تأدية واجب بالعكس البنت اهم من الولد في موضوع التعليم لان الولد لو فشل في التعليم اهو بيشتغل في اي حاجه يعمله مشروع تاكسي ولا حتى عربية اكل وهيقدر يناضل في الحياه ويشتغل بشرف مهما كان الشغل قاسي من غير ما يتوصم باي اساءه من المجتمع
انما البنت ممكن تطمنوا عليها من بعدكم ازاي لو معندهاش شغل يكفلها انها تعيش حياه كريمه لائقة؟
بلاش نربي بنتنا انها مخلوقه للجواز او انها تكون تابع لان مش ده اللي غالباً بيحصل
لا الجواز مضمون ولا الاهل هيفضلوا عايشين ليها عشان يفرضوا عليها دور الوصي
البنت مش مش لازم تتربي انها كيان منقوص محتاج دايماً الاشراف من ولي امر
لان ببساطه لواتربت كده هتعيش تدور دايماً علي اللي يلعب لها الدور ده في حياتها وممكن للأسف يكون راجل يضيع كل حياتها و يخليها تكره عيشتها ومش هتعرف حتى تقوله لاء او تواجه مصيرها و تغيره لانها ما اتعلمتش غير كلمة حاضر وانها لازم تستحمل لمجرد انها بنت
البنت لازم تتربى ان يكون عندهم طموحها في الحياه اللي تصنعه بموهبتها وبقدراتها
لازم تتربى على القوة و انها تقدر تواجه صعوبات الحياه بشجاعه لوحدها
 لازم نعلمها الثقه و الاعتماد على النفس و الاستقلاليه
نعلمها انها لما تكون انسانه ناجحه في الحياه هتجبر الجميع علي احترامها بما فيهم اسرتهم من زوج و اولاد لو ده حصل و لو محصلش فعادي ان مش كل البنات بتتجوز وان ده لا ينقص منها في شئ و ان مش كل الجوزات بتنجح وانها تكون مستعده لكل الاحتمالات و ان حياتها ما تقفش على اي حد
لازم نعلمها ان الحياه اكبر من انها تعيش في ضل راجل و اهم من انها تفضل مستنيه فستان و بالتالي انها تعيش لوحدها من غير جواز اكرم الف مره من انها ترضى باي واحد يتقدملها لمجرد انها تتخلص من لقب انسه او من نظرة المجتمع ليها لانها مش بضاعه ممكن تبور وولازم نعلمها ازاي تتصدى لاي محاولة للانتقاص منها لمجرد انها تاء تأنيث بكل شراسه وحكمه واعتزاز بالنفس
لازم نعملها الكفاح وانها تكون الفعل مش مجرد رد الفعل وانها لازم تصمم على الشغل وايوه لو جالها وهيه بتشتغل عريس عايز يقعدها في البيت ترفض وتقول لاء وتختار شغلها عشان ده مش عايز شريكة حياه ده عايز خدامه تخدم عليه وهيه لازم تبقى فاهمه كده
لازم نعلمها انها تستحق كيان مادي مستقل وان ده حقها الطبيعي وانها مش مكسورة الجناح و لا عوره عشان تستخبى في البيت وان حياتها اثمن واغلى واحلى من انها تكرسها لمجرد خدمة واسعاد الأفندي المنتظر وانها هيه كمان لازم دايماً ما تجيش على نفسها و من حقها تحقق سعادتها بالطريقة اللي تشوفها و تكون راضيه وفخوره بحياتها ونفسها في كل الاحوال سواء كانت بنت و لا متجوزة ولا مطلقة ولا ارمله وعندها القدرة على مواجهة سخافات المجتمع بكل القابها المحتملة من غير ده ما يأثر عليها ابداً لانها اكبر واقوى من كل الالقاب .
ايوه  لازم نعملها ان البنت مالهاش غير علمها و شغلها وقرشها ثم تأتي بعد ذلك كل وأي الاشياء